الفصل الأول:_
في عمق ذلك النفق المظلم ...
.الذي يؤدي السير خلاله إلى حجره صغيره .....
حيث ذلك الطفل ذو التسع أعوام ...
نائم بهدوء على سريره ...
لتوقظه....ضجة يصنعها الأطفال بالخارج .....
ففتح عيناه ببطء ....وقام نهض نفسه جالسا ... و
النوم لا يزال يثقل جفناه...
فبدت عيناه شبه مفتوحتان زرقاوتان ....
يرتدي ثياب سوداء اللون ...
وشعره أسود فاحم ...
نظر حوله ....
.وأطلق تنهيده بألم لأنّه لا يزال ..
محتجزاً بتلك الغرفه ...
فانساب.الضوء خلال الظلام ليسطع على بشرته البيضاء المائلة للشحوب .....
فهو لا يأكل كثيراً منذ أن وجد نفسه هنا
فمرّت من خلال النافذه ظلال الأطفال وهم يلعبون ...
من ما شد انتباهه إليهم ....
فنهض من السرير ....مشى عده خطوات ...
لتوقفه تلك السلسه الثقيلة التي نهايتها ..
تمثل قيد يلتف بأحكام حول ساقه ......
فتوقف باستقامه ....
ونضر نحو الأفق ليجد الشمس تميل للغروب..
تنهد بألم وهو يتذكر والدته ....التي اعتاد أن يجدها جانبه عندما يحتاجها ......
إذا بزئير...الوحش هزّ أركان غرفته ...
.
من ما جعله يجفل ....وتتصاعد ضربات قلبه ...
والتفت نحو الباب .....برعب
حين سمع وقع الخطى القادم من بعيد يقترب ...
على سطح أرضيه الممر الخشبي
فتراجع إلى الخلف ..حتى اوقفه اصطدامه بالجدار وكتف يديه .....
.وهو ينضر نحو الباب .....بعينان متسعتان. ..خوفا .......
فقد بدأت أقفاله تفتح ......
فانهار على ركبتيه وهو يلهث ....
حين دفع الباب ....
وأطل عليه ذلك الوحش
فاسترق الفتى النضر له ....ليرى بشاعته تختفي شيء فشيء .....
ليضهر رجل بعينان زرقاوتان ..كما السماء .
وشعر أسود فاحم .......
كان يشبه إريك جدا ....فهو والده ........
فضل إريك يحدق به دون أن يستطيع إخفاء شعور الخوف داخله ........
فابتسم الأخير ...ليخفف التوتر ..وأرخى رأسه بمرح وقال
"مرحبا ...يا صغيري .. "
فلم يرد إريك فقد عقد الخوف لسانه
فتنهد الأب بضجر .........
وخطى باتجاهه
و قال "إلى متى ستبقى خائفا ..مني ..ياولد .."
فغرقت عيني إريك بالدموع ....
ودفن رأسه بين يديه ......
وقال: "دعني ارحل ...من هنا . "
فوقف الأب أمامه ويده على خصره..
قال :"العالم الخارجي خطر ...ألم ترهم كانو يطردونك ليقتلوك .."
"لكنّي لا اريد البقاء هنا ......."
فاقبل صبي بالرابعه عشر من عمره ...
وقف عند الباب نضر نحو إريك الذي كان يبكي ...
ووالده ينضر له ....دون أن يستطيع إيجاد حل..
فالتفت إليه الأب حين شعر به ...
ثم عاد نضر نحو إريك .....
قال :"انت تتجنب النضر إليّ حتى .....كيف سأتفاهم معك ......."
فلم يرد إريك كان يكتفي بالبكاء ....
فضم الأب قبضته ..بغضب ..وقد نفذ صبره ....
وتكلم بلهجة يعلوها الانفعال ...
قال :" إريك .. انضر إليّ ....."
فبلع إريك ريقه بصعوبة ....
ورفع رأسه إليه .. .
"أريدك أن تعلم أنّي .... أخاف منك أيضا ...."
ففتح إريك عيناه واسعا ....ونضر إليه ....
فاقترب منه والده
قال "أتدرك لماذا ؟؟"
فرد إريك " لماذا .؟؟؟؟ "
قال "لأنك أكثر أفراد عائلتي شبهاً بي ....لذا أنا أخشى ان تفقد السيطره على نفسك ذات يوم ..
.لهذا انا أُبقيك هنا .."
تلقى الطفل تلك الكلمات بصدمه ...
وتوقف عن البكاء .......
قال "أتعني انك ابي حقا ....."
فتنهد جيوفان بخيبة أمل
قال "لا عجب انك ...لاتصدق .....ولكنّي والدك ....سواء صدقت أم لا ...."
فدخلت الخادمه مع طعام العشاء ....
وقدمته أمامه واستدارت منصرفه ......
فنضر لها جيوفان ثم التفت نحو ذلك الصغير
قال " تناول طعامك الآن .. . "
فحدق إريك بإناء الحساء أمامه بصمت ....
فنضر له والده
قال " أهو لا يعجبك ......."
فنضر له إريك ......
ثم امسك صحن الحساء وبدأ الأكل ....
ضل والده يراقبه ... بهدوء ...
ضل الفتى الواقف عند باب السجن ينضر له بصمت ...
فالتفت إليه جيوفان ..(وهو اسم الأب)
قال " آه ...ريو ...لم أعلم أنّك هنا ..."
خفض ريو رأسه قال"هناك أمر مهم عليك أن تطلع عليه ......"
فتلاشت ابتسامه جيوفان ....
وأوما له ...موافقا ....
ثم عاد نضر نحو إريك. ...
وجده قد أنهى طبقه .....
فابتسم و وضع يده على رأسه. ...ليداعبه...
قال " انت متعاون اليوم ....وهذا يروقني...."
فلم يرد إريك ...وبقيَ صامتاً ......
فتكلم ريو قال "أبي لقد تأخرنا ......."
فهز جيوفان رأسه موافقا ...
وثبت بصره على إريك ...
قال " أعطني ...يدك ..الآن ....."
وأخرج من ردائه زجاجة تحوي محلولاً أزرق اللون ..
قام بتعبئته داخل محقن....
التزم إريك الصمت وهو ينظر له كان في أعماقه ...
لا يريد ذلك ....
ولكنه يخاف أن يضهر ذلك لمن أمامه ...
فامسك جيوفان يده ...
. وقام بحقنه بذلك العقار .......
ففترت عيني الصبي .....وكاد أن يسقط ....
فامسكه والده ...
قام بحمله بين يديه ...
وأعاده لسريره ....
فنضر له إريك بعينان فاترتين ...
ابتسم جيفان .....
قال " أعدك أنّك ستكون بخير ...."
واستدار منصرف ...
فنضر له إريك ....
رأى والده يقوم بإغلاق الباب عليه مجددا
فاظلمت الغرفه من جديد ....
حدق إريك بالفراغ ...وهو يصغي لتلك الخطوات الثقيلة على أرضيه ذلك الممر ...
فبدأ بعدها .... واحد ..اثنان ..ثلاثه ..
حتى وصل للخطوه العاشره ...ليفزعه صوت زئير الوحش المرعب فقد تحول
فأغلق إريك أذنيه بكلتا يديه .....
وكمش نفسه وهو على سريره ..........
وبعد لحظات ....
عاد الهدوء ليهيمن على المكان من جديد ...
ففتح إريك عيناه ببطء .....
وتذكر لمحة عن ماضية ....
حيث اجتمع أهل القريته ...على قتله ....
بحجة كونه وحش .....
وكانو سينفذون به الحكم ....حتى تدخل جيوفان. لإنقاذه ....
.وقام بالقضاء على الجميع بشكل مريع ...
لدرجه أن الدماء ملأت المكان .....
لم يحتمل إريك المنضر ....
وغاب عن الوعي نتيجه الصدمة ...
.وهو منذ ذلك الوقت محتجز بتلك الغرفه .....
.يزوره جيوفان فيها كل ليله ...
ليتأكد انه يأكل ..
.ويعطيه ذلك العقار ثم يغادر .....
مرت ثلاث اشهر ....
ليفتح إريك عيناه على صوت مدوي .....
ولكن هذه المرة لم يكن صوت زئير ذلك الوحش ..
وإنّما كان صوت مدافع .......
وإطلاق نار ...فادرك إريك أنّ هناك من يهاجم قلعه الوحش لسبب ما
واستمر الأمر لساعات ..طويله ...
فشعر إريك بالضجر واتكأَ على الجدار ... وأغمض عيناه لينعم بالسكون. ...
ليشعر بوقع خطى على أرضيه الممر ...
كان صوت هادئ ...مختلف عن الضجيج العالي الذي يحدثه جيوفان عند قدومه ..بالعادة ..
ففتح عيناه ونضر نحو الباب ...
ليعلم من زائرة الجديد .....
ففتح الباب ....وأطل عليه ريو ...
الفتى صاحب الأعوام 14 .
.قال " أبي ...يريد رؤيتك .."
فتقدم أحد الخدم ..بدأ بفك القيد ..الذي يلتف حول ساق إريك .....
وبعد أن انتهى ....نهض إريك ...رافق ريو ...
وأثناء سيرهم ....نضر إريك إلى أرجاء المنزل بتفحص...
فقد بدا المكان ليس سيء ..كما اعتقد إريك ...
وتصوره كمنزل للوحوش .....
وإنّما كان منزل نضيف وأثاثه جميل ومنظم...
وهناك ثرية تتدلى من السقف ... مضاءة بالشموع. ....
حيث ينعكس الضوء على كرستالاتها الفضية .
.ويتوزع بالمكان ....
فنظر ريو نحو إريك ....
وجده شارده بجمال المكان .......
فأشاح برأسه ..بانزعاج ...
وتابع السير حتى قاده إلى غرفه المعيشه .....
فاطل إريك بنضره ...
ليرا هناك طفلان أصغر سنا منه ....يقفان بجوار سيده شعرها ابيض ...
ترفع الخصلتان العلويتان منه بمشبك....
ترتدي ثوب محتشم..... وهناك خمس فتيات واقفات..عند أحد الجوانب ...
فترك ريو ..إريك ...وتابع سيره ليقف إلى جانب والده ...
فالتفت إريك نحوه ...
ليراه يقف بجوار مجموعه من الشبان ....
كانو يبدون ذوي صله وثيقة بجيوفان..
أو قد يكونون أبنائه أيضا . .
فاسترق إريك النضر ..نحو جيوفان
حيث كان جالس بتعب على الأريكه ...
وبدأ أنّه يعاني ألم ما... .. فهو لايبدو بخير ابداً ...
فنضر له إريك بصمت لعدة لحظات. .
ثم سأل " هل أنت بخير ..... .سيدي ..."
ابتسم جيوفان فهو لم يتوقع ذلك منه ...
وقال " أجل أنا كذلك ...."
اذا بانفجار آخر هزّ جدران القلعه ...
وتحركت الثرية عند السقف .....لتنطفئ بعض الشموع.....
ظل جيوفان يتأمل وجه إريك ...
الذي كان قد أغمض عيناه بسبب الصوت ...ثم عاد فتحهما.....
ليرى الجميع ينضر له بتطلع وفضول...
فأشاح ببصره ..
قال " لما ارسلت بطلبي....."
" نحن محاصرون....فالبشر يريدون قتلنا .."
فضل إريك ينضر له ..
ثم قال " وما المطلوب مني ....."
" هل ستكون معنا .....أم ضدنا ...."
فنضر إليه إريك ..
قال " أنا أريد الرحيل ... "
فتنهد اجيوفان بخيبة ....
قال " أنت تريد الهرب منّي بأيّ وسيلة ...."
فلم يجب إريك ...والتزم الصمت ...
فوضع جيوفان يده على رأسه. .
واتكأ على الأريكه بألم ...
قال " ريو ......"
فالتفت إليه ريو قال " نعم أبي ....."
فنضر له والده
..قال " رافق ..إريك إلى الخارج ..... واحرص أن لا يراه أحد ....
.وعد سريعا ...فنحن سنحتاجك......"
فاومأ ريو موافقاً ....
ثم التفت نحو إريك ...قال " رافقني....."
وسبقه بخطواته ......
ضل إريك واقف مكانه ينضر نحو جيوفان بصمت ..
ثم استدار منصرف
قبل أن يغادر ..ناداه والده ..
" إريك ......."
فتوقف إريك دون أن يلتفت ...
كان قلق من أنه قد غير رأيه .....
ابتسم جيفان ..بشيء من المكر. .
واردف " لا تعتقد أن هذه المرة الاخيره التي ستراني بها ......"
فالتفت إليه إريك بنضره جانبيه ..
قال " سوف أدعو الله .. لتكون كذلك ....."
فتفاجاء جيوفان ...ونضر له بصدمه ...
فاستدار إريك ...و رحل ......
أخذه ريو إلى الطريق ..الأكثر أمانا ...
وقال له " ارحل الآن ...قبل أن يغير ابي رأيه ...."
فهز إريك رأسه موافقا ....
ومن فوره انطلق راكضا....
كانت سرعته كبيره وهو يتحرك ...خلال طريق الغابة ........
فهو بالآخر ...نصف مستذئب
ضل ريو يحدق باثره ...
حتى تأكد انه اجتاز منطقه الخطر
بعدها استدار عائدا ......
****************
شو رأيكم بالرواية؟؟
هي من الروايات الي كثير عجبتني
وبتمنى تعجبكم كمان ^_^
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق