2.1: الطباخ الشيطاني :
ضحك
تشا جي بمرارة ," كيف يمكن لعجوز مثلي بأوتار محطمة أن يفعل شيئا لك؟ "
نظر
نيان بينغ الى تشا جي, و هدأ الخوف الذي بعينيه قليلا, و سأل " جدي, لما, لما
يديك هكذا؟ "
سحب
تشا جي, نيان بينغ, وأشار له بالجلوس و تنهد بحزن, " فلتدع جدك يخبرك بقصة
,قصة عن ما حدث لجسدي. بعد أن انتهي منها, ستفهم لما كنت مبتهجا عندما رأيتك تستخدم
السحر". بعد أن قال هذا, نظر لظلام المجود بالخارج , وراء الباب,
و أصبحت عينيه ضبابية.
"
في قارة يانغ غوانغ, كنا نخوض فترة من الحرب التي دامت لثلاث مئة سنة. قبل سبعين
سنة تقريبا, دخلت القارة في مرحلة من السلام , و خمس من أعظم الامبراطوريات بدأت تتشكل,
و قسمت القارة الى أقاليم. و جزء من عدة مناطق خاصة و بعيدة, أصبحت
جزء من هذه الامبراطوريات
الخمسة العظيمة. بعد التعرض لحرب لمدة ثلاثمئة سنة, احتاج السكان لتعافي. في العقود
السابقة, تطورت الزراعة و الصناعة بشكل مستمر. رغم
وجود بعض النزاعات بين الامبراطوريات الخمسة, اعتبرت في حالة سلام."
أومأ
نيان بينغ برأسه , وقال, " الامبراطوريات الخمس التي ذكرتها هي, امبراطورية
الاوركيد العميقة في الشرق, و امبراطورية لو في الجنوب الشرقي, و امبراطورية زهرة الموسيقى
في الجنوب الغربي, و امبراطورية الشجرة المتألقة في الشمال الغربي, و امبراطورية قمر
الجليد في الشمال*".
( الأسماء صعبة لذا اسفة اذا في اخطاء بترجمتهم)
أومأ
تشا جي و استمر بكلامه, " صحيح, هذه هي الامبراطوريات الخمس العظمى. ولدت في
امبراطورية لو في الجنوب الشرقي. في طفولتي, كانت عائلتي فقيرة جدا, و الطعام كان نادرا,
حتى أنّا لم نكن تناول اللحم. ذات مرة سألت والدتي اذا سيكون هناك وقت سنستطيع فيه
امتلاك كمية كافية من الخبز لنتناولها حد الشبع. فقامت باحتضاني وبكت. مازلت اتذكر
ذلك بوضوح حتى الان. في وقت, طموحي الكبير في تناول اطعمة شهية و لذيذة كل يوم و
أن استطيع صناعة أطعمة رائعة و أجعل والدتي تتناولها. لاحقا, كافحت و بذلت جهداً عظيم
للوصول لهذا الهدف. مع الاسف, توفي والداي بسبب الطاعون قبل أن امتلك القدرة للاعتناء
بهما. ربما كانت الالهة تشفق عليّ. عندما كنت في الثالثة عشر من عمري, التقيت بسيدي.
في ذلك الوقت, لأن بيتي كان فقيرا و كنت صغير السن أيضا, أصبحت مبتدئ في مطعم. و كان
هذا اكثر مما اريد. كان سيدي رئيس الطباخين في المطعم, لكي أمتلك الفرصة لتعلم فن الطبخ
الذي اتوق له, اجتهدت كثيرا. مؤثرا بجميع من في المطعم. كان اسم مطعمنا كي اكسيانغ
(العبير الرائع). و هو أشهر مطعم في القارة . رأى سيدي مدى اجتهادي و بدأ بتعليمي القليل
من فن الطبخ. لم أكن ذكيا و لكني كنت مجتهدا كثيرا. مثل ما كانوا يقولون, العمل الجاد
يمكنه التغلب على نقص الموهبة. بعد ثلاث سنوات,
ترقيت اخيرا من مبتدئ إلى طباخ مسؤول عن الاطباق الجانبية. و في يوم ما, أحضرني سيدي
لمكان منعزل.
و قال
لي, " اذا كنت تريد تعلم
فن الطبخ جيدا, اذا العمل الجاد وحده لن يكفي. و انما استيعابه هو المطلوب. راقب
الاطباق التي تصنعها. الطبخ ليس مجرد مهمة سهلة و إنّما هو مملوء بالمعرفة.".
و قام بتعليمي ثمانية دروس لكي
أكمل التدريب. لذا مارست الطبخ لعشر سنوات, عشر سنوات لفهم الطبخ. مازلت اتذكر تلك
الثمانية دروس حتى اليوم. فقد قمت بالعديد من المحاولات لفهمها. عندما كنت بالثالثة و العشرين من
عمري, وصل فن الطبخ خاصتي لنهاية الطريق, و لكن سيدي قد توفي في تلك السنة بسبب المرض.
من البداية الي النهاية, ابقيت الدروس الثمانية في ذهني دائما. لذلك تخليت عن فرصة
وراثة مكان سيدي في مطعم اكسيانغ, و استقلت من مهماتي. بسكينة المطبخ بيدي و مدخراتي
القليلة بالحزام, مضيت قدما في طريقي الخاص. اردت السفر حول قارة يانغ غوانغ و تعلم
فن الطبخ المختلف في كل اقليم. "
بقوله
لهذا, التمعت عينا تشا جي. و بدى كأنه قد عاد لبدايته المجيدة. تنهد, و أكمل
"عشر سنوات. جعلتني هذه العشر سنوات أفهم حقا جوهر فن الطبخ. في هذه السنوات
العشر, سافرت لجميع المطاعم المشهورة, و قارنت فن الطبخ خاصتنا مع كل واحد منها,
و استمررت بالتقدم في الاستيعاب. و أخيرا, أتممت فن الطبخ خاصتي. لاحقا, لأن فن الطبخ خاصتي وصل لنطاق المهن الالهية,
منحني الناس لقب الطباخ الشيطاني. لخمس منافسات في الطبخ الالهي , حققت النصر لخمس
مرات على التوالي, و كنت في المركز الأول. أصبحت الأطباق التي أعدها رمز لانتصاري.
الخمس قصور الامبراطورية أعطتني غصن زيتون, آملين أن أوافق لأصبح رئيس الطباخين في
المطبخ الامبراطوري. مع ذلك, كنت أشعر طوال الوقت أن الفن الطبخ خاصتي مازال غير عميق
كفاية. و نتيجة لذك, استمريت بالبحث, متمنيا ان ارتقى بفن الطبخ خاصتي لمستوى اعلى.
و قد تحسنت خلال رحلتي المستمرة. كانت تجربة رائعة, خاصة الوقت الذي صنعت فيه شيئا
جديدا, طبقا لذيذا جدا. الشعور بعمل كل هذه الانجازات لا يمكن مقارنته. كرّست حياتي
كاملة لفن الطبخ. ولم اتزوج, رغم وصولي لعمر السابعة و الاربعين."
توقف
تشا جي عند تلك النقطة, ونظر إلى نيان بينغ, الذي كان مغمورا كليا بقصة حياته. اظهر
ابتسامة طفيفة, و قال " من الصعب تخيل
ذلك, ها؟, أن هذا العجوز المحطم يمتلك جانبا رائعا. "
أظهر
نيان بينغ نظرة فارغة. رغم أن تشا جي تكلم بطريقة طبيعية جدا, ولكن بحواس نيان بينغ
الحادة, ادرك الحزن المخفي بصوت الجد تشا. "جدي,, ما الذي حدث بعد ذلك؟
"
قال
تشا جي بابتسامة مريرة " في ما بعد, بصدق, لا أرغب حقا بتذكر اي شيء من الذي
حصل في ذلك الوقت و لكن يجب عليّ ذلك. السنة التي أصبح عمري فيها سبعة و أربعون, كانت
نقطة تحول كبيرة في حياتي, فقد كانت السنة التي سقطت فيها من السماء. ربما بسبب كوني
لم أعاني من مثل تلك المشاعر من قبل.
تلك السنة, وقعت في حب امرأة بجنون. كانت جميلة جدا, متفائلة و نشيطة. كل حركة من حركاتها, كل عبوس و
ابتسامة, جعلت قلبي ينبض. في ذلك الوقت, كانت فقط في الرابعة و العشرين من عمرها. و
كان عمري الضعف من عمرها. بغض النظر عن ذلك, وقعت في حبها بدون تردد. فقد كانت ايضا
طباخة
و لكنّا كنّا مختلفين كطباخين كاختلاف الابيض و الاسود. فكانت تصنع الحلويات
الانيقة فقط. و في وقت ما , اصبحت طباخة الحلويات في مطعها. و الذي كان نفس المطعم
الذي مكثت فيها اطول مدة. فكرت طويلا و بجد في ذلك الوقت قررت أن اعترف لها بمشاعري. رغم عدم
امتلاكي آمال عالية لتقبلني, بقيت راغبا في اخبارها بمشاعري."
سأل
نيان بينغ "هل وافقت؟ "
هز تشا
جي رأسه و قال "لم توافق, و لم ترفض . بعد ان سمعت اعترافي, قامت بوضع شرط.
أرادت ان تتحداني بفن الطبخ . اذا ربحت ستتزوجني, و اذا خسرت سأنسحب من عالم الطبخ
و مهما كنت الشهرة التي املكها ستصبح لها."
تجعدت
حواجب نيان بينغ. وصنع بوجهه الصغير الجميل تعبيرا غريبا. " جدي, اعتقد انك
جعلتها تستغلك. كانت تعلم بالتأكيد أنك أشهر طباخ رغم ذلك تجرأت و تحدتك, بالتأكيد
كانت تعلم بذلك. بالإضافة, لتقوم بوضع شرط كهذا بالتأكيد لم يكن لديها أي نوايا حسنة.
لما كنت تريد الزواج منها بإخلاص؟ "
ضحك
تشا جي "أنت فعلا طفل ذكي. هذا صحيح, سمحت لها باستغلالي, و لكن في ذلك الوقت,
عواطفي الجياشة قد استولت على عقلي. لم أفكر في الأمر كثيرا ووافقت بسهولة.
بعد كل شيء, كنت في قمة عالم الطبخ لسنوات عديدة, و هذا جعلني امتلك هالة من الغطرسة
حولي. و في وقت ما, توقفت عن التنافس مع الاخرين في منافسات الطبخ , لأن لا أحد كان
راغبا في منافستي. حتى في منافسة آلهة الطبخ, كنت مجرد حكم, لا أكثر. و في هذه الحالة,
أرادت أن تنافسني بمهاراتي العظيمة. بطبيعة الحال لم يكن لدي سبب لرفض. لذلك, المنافسة
التي لم أنساها أبدا بدأت"
توقف
للحظة, و وضح تشا جي " لإقناعها بالقلب و الكلمات, قررت طهو الست شارات. و
قد دعونا الطهاة الثمانية عشر الأكثر شهرة لتحكيم. فنون الطبخ خاصتي قد وصلت بالفعل
لحد الكمال. أطباق الشارات المركبة خاصتي, و التي طهيت بيدي, احتاجت لساعة واحدة فقط
لتكتمل. سنوات من فهم الطبخ اجتمعت معا, و جعلتني اكثر اقتناعا بأطباقي الخاصة. كانت تبدو كأنها حية. لكن في ذلك
الوقت, لم تكن حتى قد اكملت جمع مكوناتها. عندما انهيت اطباقي الست و نظرت لها, قالت لي " لقد طهوت الكثير.
سأطهو طبقا واحدا فقط, عمل فني. سيكون ذلك كافيا.". من الجانب
الذي يتحدث, بدأت تتحرك. بحركة غير رشيقة و سكينة غير عملية بدأت تعمل. امسكت شريحة
اللحم ببساطة و رمتها بالهواء و رددت ترنيمة غريبة. فبدأ لهب ازرق بالارتفاع في الهواء,
مبتلعا اللحم. ضوء ابيض من السكين ومض في السماء. و عندما سقطت قطعة اللحم بالطبق,
تحولت لثلاثة عشر قطعة, ثلاثة عشر قطعة ذهبية متوهجة. حتى ذلك الوقت, لم أكن أعرف أنها
في الحقيقة ساحرة. بالإضافة إلى ذلك كانت ساحرة لهب مدهشة. رغم ذلك, بقيت متأكدا
من فوزي. بعد كل شيء كنت املك ست اطباق بينما هي تملك واحدا. من الشكل و الاحساس, كان
يبدو أنها ستخسر. على اي حال, ادركت بسرعة اني كنت مخطئا. عندما تذوقت القليل من اللحم
الذهبي, طعم لا مثيل له ملأ فمي. سابقا, قطعة اللحم لم يتم العمل عليها بشكل خفيف,
و إنما تم تتبيلها اثناء طهيها. على كل حال, نكهة اللحم خاصتها كانت عميقة جدت. ثلاثة
عشر قطعة من اللحم, حتى أنها ليست حُلوة, أو حامضة, أو لاذعة, أو حارة, ليست من أي
واحدة من هذه النكهات المعروفة. مع ذلك, كل قطعة لوحدها من هذه القطع الثلاثة عشر,
تمتلك درجة مختلفة من الرائحة. هذه الروائح اختلطت معا لتنتج نكهة , نكهة لذيذة جدا
و بعيدة عن كل الاطباق المتبّلة التي يمكن أن تُصنع. عندما أخذت القليل من منها, علمت
أني خسرت حقا. لم تكن هزيمة صادمة فقط ,حتى من الرائحة, اطباقي الستة لم تكن لديها
القدرة لمنافسة طبق اللحم خاصتها. عند قبولي لمنافستها بفن الطبخ خاصتي, كنت قد و قعت
بالفعل من مركبتي. ليس بسبب سرعتها , وإنما كان أكثر أمنا, بسبب إبداعها "
ترجمة
: hikaru
*******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق